النصح لكتاب الله
وأما النصح لكتاب الله عز وجل، فهو يقول: أن تقرأه وتقيم حروفه، أي: أن تتعلم التجويد وتتعلم كيف تقرأ، لأننا نجتهد في أعمال وأغراض الدنيا،
ولا نجتهد ذاك الاجتهاد -إلا من رحم الله- في أمور الدين.
قال: وأن تقيم حروفه وحدوده، وإقامة الحدود أن تتمثل كل قضية فيه وتطبقها وتعمل بها.
قال: وأن تتلوه للتفهم والتدبر لا للتكسب، ولا للزهو ولا للرياء، نعوذ بالله من ذلك.
ولذلك من القراء من يدخل النار، وأول من تُسَّعر بهم النار: قارئ قرأ القرآن، فيؤتى به، فقال الله عز وجل: لِمَ قرأت القرآن؟ قال: تعلمته يا رب
فيك، فعلمت الجاهل، قال: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت! وإنما تعلَّمت ليقال: عالم أو قارئ خذوه إلى النار، فيجرونه على وجهه حتى يُلقى في
النار، فهذا الذي طلب القرآن وتعلَّمه لغير وجه الله سبحانه وتعالى.
النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أن نلتزم سنته وسيرته، وأن ندمن القراءة في السنة والسيرة، وأن نقرأ في كتب الحديث، ونتفهم
ونتزود أكثر مما نقرأ في تأليف الناس.
ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أن نُحيي سنته وننشرها بين الناس، وخاصَّةً في أهلنا وبيوتنا، إذا دخلت بيتك فسلم، وهذا من السنة،
وإذا طرقت باباً، فقالوا: من؟ فقل: فلان، والسلام عليكم أأدخل؟ فإنَّ أطفالك وبناتك وأخواتك وإخوانك يعلمون ذلك فتحيي بإذن الله بيتك على
السنة، فيكون بيتك من بيوت أهل الجنة، وإذا جلست فاجلس جلسة أهل السنة .
وإذا أكلت فابدأ بيمينك، وسم الله، وإذا شَربِت فعلم طفلك وولدك كيف تشرب وتُقسِّم الشرب ثلاث مرات، وتحمد الله عز وجل.
وكذلك إذا خلعت ثوبك ولبست، وليكن بيتك بيتاً إسلامياً من الذين يرضى الله سبحانه وتعالى عنهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ [التحريم:6].
النصح لأئمة المسلمين وعامتهم
والنصح لأئمة المسلمين: قال ابن رجب : أئمة المسلمين في الحديث إما أنهم ولاة الأمور، والنصح لهم: أن تُطيعهم في طاعة الله، وأن تعصيهم في
معصية الله، وأن تنصحهم بالتي هي أحسن؛ لأن الله أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون، فقال له: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
فلذلك أورد بعض أهل العلم، كصاحب العقد الفريد وصاحب عيون الأخبار ، قال: دخل أحد الناس على هارون الرشيد فقال: يا هارون الرشيد ائذن لي
أن أقول لك كلاماً؟ قال: قل. فرفع صوته وأغضبه، وقال: إنك ظلمت وجرت وفعلت وفعلت، فغضب هارون الرشيد حتى احمر وجه، ثم قال: يا هذا
أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، فقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
أما أنت فلا أقبل نصيحتك، وأقبلها من غيرك.
فالمقصود أن يكون النصح بأن يُلان لهم في النصيحة وفي الكلام.
والمعنى الآخر: أنهم أهل العلم؛ وقيل: هم أئمة الاجتهاد الذين بلغوا الاجتهاد، فالنصح لهم: أن يُدعى لهم بظهر الغيب، وأن ينصحوا إذا رأوا منهم
خللاً، فإنهم ليسوا معصومين.
والنصح لعامة المسلمين: أن تُحبَّ لهم ما تُحب لنفسك، فتكره أن ترتفع الأسعار، ولو كنت صاحب بضاعة، قالوا: من غش الناس أن ترفع الأسعار، أو
أن تُحب أن ترتفع الأسعار، أو ألا توجد إلا عنده.
ومن الغش لهم: أن تحب أن تقحط وتجذب تلك البلاد، يمكن أن أهل قرية في مرة من المرات لم يضيفوك، فتقول: اللهم أصبهم بقحط عاد وثمود، ولا
تنزل عليهم القطر، فهذا من الغش.
ومن الغش كذلك: أن تكره أن يعم الخير في البلاد ولا تحب مجالس الخير والذكر، ولا تحب أن تنتشر حلقات العلم، ولا من يدعو إلى الكتاب والسنة أو
يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، وهذا من الغش العظيم ومن النفاق الجسيم، أن الإنسان يبغض مثل هذه؛ لأنه يظن أنها تُكدر عليه صفو الحياة،
أو أنها تناقض بعض الأمور في ذهنه، وأخطأ لعمر الله! بل إن القطر لا ينزل من السماء ولا الخير ولا الهداية ولا النور إلا بمثل هذه المجالس، وبعودة
الناس إلى الله.
فالإنسان يُحب النصيحة للمسلمين عامة، ويُحب لهم ما يُحب لنفسه، يقول عمر بن عبد العزيز كما يروي عنه ابن رجب في جامع العلوم والحكم : " والله
لوددت أنه يعمل كل يوم بسنة من السنن، ويسقط مني كل يوم عضو".
ويقول رضي الله عنه وأرضاه -اسمع الناصح والأواب- على المنبر: " والله لوددت أنه يُغلى بي في القدور وأنتم تعملون بكتاب الله وسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ".
ويقول الإمام أحمد : " يا ليتني كنت فداءً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم"، ولذلك كان الأئمة -دائماً- إذا دعوا في صلواتهم، يدعون للأمة المحمدية،
للمسلمين والمسلمات -دائماً وأبداً- بالهداية والنصح والتوفيق والرعاية، وهذا من النصح.
وعن جرير رضي الله عنه قال: {بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم }.
قال أهل العلم: فكان جرير بن عبد الله البجلي دائماً وأبداً ينصح لعباد الله.
باعه رجل فرساً فقال: بكم بعتني هذا الفرس؟ قال: بثلاثمائة، قال: أتريد فيه أربعمائة؟ فزايده حتى بلغ ثمانمائة، فقال: خذ هذه الثمانمائة، فإني
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم، وأنا -والله- لك ناصح.
نرجووو القرأه
وأما النصح لكتاب الله عز وجل، فهو يقول: أن تقرأه وتقيم حروفه، أي: أن تتعلم التجويد وتتعلم كيف تقرأ، لأننا نجتهد في أعمال وأغراض الدنيا،
ولا نجتهد ذاك الاجتهاد -إلا من رحم الله- في أمور الدين.
قال: وأن تقيم حروفه وحدوده، وإقامة الحدود أن تتمثل كل قضية فيه وتطبقها وتعمل بها.
قال: وأن تتلوه للتفهم والتدبر لا للتكسب، ولا للزهو ولا للرياء، نعوذ بالله من ذلك.
ولذلك من القراء من يدخل النار، وأول من تُسَّعر بهم النار: قارئ قرأ القرآن، فيؤتى به، فقال الله عز وجل: لِمَ قرأت القرآن؟ قال: تعلمته يا رب
فيك، فعلمت الجاهل، قال: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت! وإنما تعلَّمت ليقال: عالم أو قارئ خذوه إلى النار، فيجرونه على وجهه حتى يُلقى في
النار، فهذا الذي طلب القرآن وتعلَّمه لغير وجه الله سبحانه وتعالى.
النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أن نلتزم سنته وسيرته، وأن ندمن القراءة في السنة والسيرة، وأن نقرأ في كتب الحديث، ونتفهم
ونتزود أكثر مما نقرأ في تأليف الناس.
ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أن نُحيي سنته وننشرها بين الناس، وخاصَّةً في أهلنا وبيوتنا، إذا دخلت بيتك فسلم، وهذا من السنة،
وإذا طرقت باباً، فقالوا: من؟ فقل: فلان، والسلام عليكم أأدخل؟ فإنَّ أطفالك وبناتك وأخواتك وإخوانك يعلمون ذلك فتحيي بإذن الله بيتك على
السنة، فيكون بيتك من بيوت أهل الجنة، وإذا جلست فاجلس جلسة أهل السنة .
وإذا أكلت فابدأ بيمينك، وسم الله، وإذا شَربِت فعلم طفلك وولدك كيف تشرب وتُقسِّم الشرب ثلاث مرات، وتحمد الله عز وجل.
وكذلك إذا خلعت ثوبك ولبست، وليكن بيتك بيتاً إسلامياً من الذين يرضى الله سبحانه وتعالى عنهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ [التحريم:6].
النصح لأئمة المسلمين وعامتهم
والنصح لأئمة المسلمين: قال ابن رجب : أئمة المسلمين في الحديث إما أنهم ولاة الأمور، والنصح لهم: أن تُطيعهم في طاعة الله، وأن تعصيهم في
معصية الله، وأن تنصحهم بالتي هي أحسن؛ لأن الله أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون، فقال له: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
فلذلك أورد بعض أهل العلم، كصاحب العقد الفريد وصاحب عيون الأخبار ، قال: دخل أحد الناس على هارون الرشيد فقال: يا هارون الرشيد ائذن لي
أن أقول لك كلاماً؟ قال: قل. فرفع صوته وأغضبه، وقال: إنك ظلمت وجرت وفعلت وفعلت، فغضب هارون الرشيد حتى احمر وجه، ثم قال: يا هذا
أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، فقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
أما أنت فلا أقبل نصيحتك، وأقبلها من غيرك.
فالمقصود أن يكون النصح بأن يُلان لهم في النصيحة وفي الكلام.
والمعنى الآخر: أنهم أهل العلم؛ وقيل: هم أئمة الاجتهاد الذين بلغوا الاجتهاد، فالنصح لهم: أن يُدعى لهم بظهر الغيب، وأن ينصحوا إذا رأوا منهم
خللاً، فإنهم ليسوا معصومين.
والنصح لعامة المسلمين: أن تُحبَّ لهم ما تُحب لنفسك، فتكره أن ترتفع الأسعار، ولو كنت صاحب بضاعة، قالوا: من غش الناس أن ترفع الأسعار، أو
أن تُحب أن ترتفع الأسعار، أو ألا توجد إلا عنده.
ومن الغش لهم: أن تحب أن تقحط وتجذب تلك البلاد، يمكن أن أهل قرية في مرة من المرات لم يضيفوك، فتقول: اللهم أصبهم بقحط عاد وثمود، ولا
تنزل عليهم القطر، فهذا من الغش.
ومن الغش كذلك: أن تكره أن يعم الخير في البلاد ولا تحب مجالس الخير والذكر، ولا تحب أن تنتشر حلقات العلم، ولا من يدعو إلى الكتاب والسنة أو
يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، وهذا من الغش العظيم ومن النفاق الجسيم، أن الإنسان يبغض مثل هذه؛ لأنه يظن أنها تُكدر عليه صفو الحياة،
أو أنها تناقض بعض الأمور في ذهنه، وأخطأ لعمر الله! بل إن القطر لا ينزل من السماء ولا الخير ولا الهداية ولا النور إلا بمثل هذه المجالس، وبعودة
الناس إلى الله.
فالإنسان يُحب النصيحة للمسلمين عامة، ويُحب لهم ما يُحب لنفسه، يقول عمر بن عبد العزيز كما يروي عنه ابن رجب في جامع العلوم والحكم : " والله
لوددت أنه يعمل كل يوم بسنة من السنن، ويسقط مني كل يوم عضو".
ويقول رضي الله عنه وأرضاه -اسمع الناصح والأواب- على المنبر: " والله لوددت أنه يُغلى بي في القدور وأنتم تعملون بكتاب الله وسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ".
ويقول الإمام أحمد : " يا ليتني كنت فداءً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم"، ولذلك كان الأئمة -دائماً- إذا دعوا في صلواتهم، يدعون للأمة المحمدية،
للمسلمين والمسلمات -دائماً وأبداً- بالهداية والنصح والتوفيق والرعاية، وهذا من النصح.
وعن جرير رضي الله عنه قال: {بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم }.
قال أهل العلم: فكان جرير بن عبد الله البجلي دائماً وأبداً ينصح لعباد الله.
باعه رجل فرساً فقال: بكم بعتني هذا الفرس؟ قال: بثلاثمائة، قال: أتريد فيه أربعمائة؟ فزايده حتى بلغ ثمانمائة، فقال: خذ هذه الثمانمائة، فإني
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم، وأنا -والله- لك ناصح.
نرجووو القرأه