U] من رآنى فى المنام [/U]
فسيرانى فى اليقظة
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي
فهل حقا يرى رسول الله يقظه .. كما يوحي بعض الاخوة المتصوفه ..؟؟
لقد اثيرت مسألة رؤية النبي في اليقظة منذ زمن ومنذ قرون وهي مسألة مهمه وقد تلتبس على كثير من المؤمنين فالحديث الذي يثبت صحتها ظاهريا هو حديث صحيح مروي في اصح كتب الحديث الشريف .. صحيح البخاري والحديث .. له ظاهر قد يخدع بعض الناس عند الاستدلال به كشاهد على امر رؤية النبي يقظه .. وهنا قد اردت ان ارد عليه بأسلوب علمي ان شاء الله سلس وقد سبقني لهذا اكابر الائمه الافذاذ .. في الرد على المسألة ولكن اردت فقط تبسيطها .. لأي انسان حسب اجتهادي البسيط .. ان شاء الله ..
اولا ً.. حديث الرؤيه في اليقظة والفهم الخاطئ له ..
يقول صلى الله عليه وسلم {من رآني في المنام فسيراني يقظة } رواه البخاري ..
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
{ وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس حقيقة وقال بعض المتكلمين هي مدركة بعينين في القلب قال وقوله فسيراني معناه فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه وقيل معناه فسيراني في القيامة ولا فائدة في هذا التخصيص }
وقال رحمه الله في موضع اخر
{ قوله في حديثي أبي قتادة وأبي سعيد فقد رأى الحق أي رؤية الحق لا الباطل وهو يرد ما تقدم من كلام من تكلف في تأويل قوله من رآني في المنام فسيراني في اليقظة }
وقال الامام بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله في كتابه عمدة القارئ شرح صحيح البخاري ..
{ معنى لفظ البخاري أن المراد أهل عصره أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه والتشرف بلقائه أو يرى تصديق تلك الرؤيا في الدار الآخرة أو يراه فيها رؤية خاصة في القرب منه والشفاعة }
وقال الامام ابن بطال (أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي) رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري ..
{ وقوله : ( فسيرانى فى اليقظة ) يعنى تصديق تلك الرؤيا فى اليقظة وصحتها وخروجها على الحق ؛ لأنه عليه السلام ستراه يوم القيامة فى اليقظة جميع أمته من رآه فى النوم ، ومن لم يره منهم .}
وقال الامام ابوزكريا النووي رحمه الله ..
{ وان كان سيراني في اليقظة ففيه أقوال أحدها المراد به أهل عصره ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه و سلم في اليقظة عيانا والثاني معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره والثالث يراه في الآخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته }
قال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق
{ هو بالنسبة إلى لإخبار بالغيب يكون بشرى برؤيتهم إياه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة وهو تأويله. وسمى ذلك يقظة لأنها اليقظة الحقيقية}
ومن هنا نستخلص ان تأويل قوله – صلى الله عليه وسلم – ( فسيراني في اليقظة ) يحتمل ..
1- انه خاص بأهل عصره ممن لم يهاجر .
2- انه سيراه يوم القيامة لأنه سيكون في جمع المؤمنين
3- انه سيكون له خصوص مكانه في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامه ..
اما ما حمله بعض الائمه كالإمام السيوطي والامام ابن العربي المالكي , والامام العز بن عبدالسلام , والغزالي , وابن الجوزي , من انه سيراه في اليقظه فقد رد عليهم كثير من الاعلام ايضا ً وسيأتي في ما بعد ردي ان شاء الله تعالى ولكن انقل اقوال الائمه ..
فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن تيميه رحمه الله ,, في رسالة "العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية":
{منهم من يظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الحجرة وكلمه وجعلوا هذا من كراماته ومنهم من
يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه.
وبعضهم كان يحكي أن ابن منده كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأجابه، وآخر من أهل المغرب حصل له مثل ذلك وجعل ذلك من كراماته حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فهل في هؤلاء من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الموت وأجابه وقد تنازع الصحابة في أشياء فهلا سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجابهم، وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثها فهلا سألته فأجابها؟}.
وحكاية ابن منده التي أشار إليها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام ذكرها الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/37-38) في ترجمة أبى عبد الله محمد بن أبى يعقوب إسحاق بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن يحي بن منده وقال الذهبي فيها
هذه حكاية نكتبها للتعجب).
وقال في إسنادهاإسنادها منقطع) اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير ذكر في ترجمة أحمد بن محمد بن محمد أبى الفتح الطوسي الغزالي في "البداية والنهاية" (12/196) أن
}ابن الجوزي أورد أشياء منكرة من كلامه منها أنه - أي أبا الفتح الطوسي - كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب، وأقر ابن كثير ابن الجوزي على عد هذا من منكرات أبى الفتح الطوسي، وابن الجوزي ذكر هذا في كتابه "القصاص والمذكرين" (ص156).}
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/385)
{أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقولهوهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف)}
وقال الامام السخاوي رحمه الله ..
{لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه - صلى الله عليه وسلم -حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه} نقل ذلك القسطلاني في "المواهب اللدنية" (5/295) عن السخاوي.
ومن هنا يتضح ان: من ادعى ان رسول الله يمكن رؤيته في المنام فقد اجتهد واخطأ وان الرأي الصحيح انه يستحيل رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد موته يقظه قال تعالى ((وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))
بل ان شيخ الاسلام ابن تيمه قال انه يتمثل الشيطان بنبي الرحمن في اليقظه فيغوي اهل الضلال , وقال جاز ان يكون في عقل الرجل مس فيظن انه رأى رسول الله .. بل ولأبعد من ذالك فقد اشترط شيخ مؤولي الرؤى .. ابن سيرين ان يراه بصفته فقد قال الامام ابن حجر معلقا ً على الحديث
{قال أبو عبد الله قال بن سيرين إذا رآه في صورته } وروى عنه ايضا ً انه اذا قال له احدهم انه رأى رسول الله كان يقول صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لا يعرفها قال لم تره وسنده صحيح .
فليس كل من رأى الرسول في المنام فقد رأه وكذالك من رأه في اليقظه فلم يره حقا ً وجاز ان يكون التبس عليه او ان الشيطان تمثل له في صورة رسول الله ..
المبحث الثاني .. هل في البخاري حديث شاذ ؟؟
اولا ً ما هو الحديث الشاذ ..
تعريفي الشخصي للحديث الشاذ ..
(( الحديث الشاذ هو ما تفرد به الثقه وخالف به جمهور الثقات ))
وليس كل حديث خالف لفظه لفظ الثقات فهو حديث شاذ بل ان جاز ان يحمل على وجه غير مضاد لمعنى الالفاظ الاخرى فهو غير شاذ هذا امر مهم جدا ً ويجب التنبيه عليه .. ومن الائئمه من قال بعدم اشتراط تعذر الجمع بين اللفظين او المتنين .. كالامام الشافعي ولكن الصحيح والراجح عند جمهور العلماء ان الحديث الشاذ هو الحديث الذي يخالف فيه الثقه جمهور الثقات ويتعذر الجمع بينهم ..
والحديث الصحيح لا يكون بأي حال من الاحوال شاذا ً .. فالشذوذ ينفي عنه الصحه وان كان سنده ثقات ..
الان معنا هذا الحديث
لم يرد في أي موضع لفظ { فسيراني في اليقظة } بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: { فقد رآني } أو { فقد رأى الحق } أو { فكأنما رآني في اليقظة } أو { فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة } بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ { فسيراني في اليقظة }
اولا ً اذا كان الحديث على ما حمله عليه بعض المتصوفه فقد شذ هذا الحديث لأن الفاء تفيد ثبوت الحدوث واذا جزمنا بثبوت الحدوث فهذا منافي لباقي الروايات الصحيحه التي لم تثبت ذالك بل وبعض الروايات قالت فكأنما رأني يقظه او في روايه فقد رأني حقا ً او فقد رأى الحق .. فحمل الحديث على هذا المعنى يجعل من الحديث شاذا ً .. وهو ما لا يمكن حسبانه لأن الصحيح لا يكون شاذا ً ,, وهذا الحديث مروي في اصح الكتب البخاري .. بل وزد على ذالك انه بهذا المعنى يتنافى مع الايه الكريمه
((وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) قال مجاهد: البرزخ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
والايه تثبت الا رجوع الى لمن من مات ..
ومن هنا وجب حمل الحديث على معنا ً مقارب والجمع بينه وبين الاحاديث الصحيحه ولا اصح في الجمع بينهم مما قاله الامام النووي والائمه الاعلام الثقات ..
من ان الامر يحتمل ثلاثة امور
1- رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد الهجره لمن لم يهاجر من اهل عصره
2- رؤيته صلى الله عليه وسلم في جمع المؤمنين يوم القيامه
فسيرانى فى اليقظة
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي
فهل حقا يرى رسول الله يقظه .. كما يوحي بعض الاخوة المتصوفه ..؟؟
لقد اثيرت مسألة رؤية النبي في اليقظة منذ زمن ومنذ قرون وهي مسألة مهمه وقد تلتبس على كثير من المؤمنين فالحديث الذي يثبت صحتها ظاهريا هو حديث صحيح مروي في اصح كتب الحديث الشريف .. صحيح البخاري والحديث .. له ظاهر قد يخدع بعض الناس عند الاستدلال به كشاهد على امر رؤية النبي يقظه .. وهنا قد اردت ان ارد عليه بأسلوب علمي ان شاء الله سلس وقد سبقني لهذا اكابر الائمه الافذاذ .. في الرد على المسألة ولكن اردت فقط تبسيطها .. لأي انسان حسب اجتهادي البسيط .. ان شاء الله ..
اولا ً.. حديث الرؤيه في اليقظة والفهم الخاطئ له ..
يقول صلى الله عليه وسلم {من رآني في المنام فسيراني يقظة } رواه البخاري ..
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
{ وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس حقيقة وقال بعض المتكلمين هي مدركة بعينين في القلب قال وقوله فسيراني معناه فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه وقيل معناه فسيراني في القيامة ولا فائدة في هذا التخصيص }
وقال رحمه الله في موضع اخر
{ قوله في حديثي أبي قتادة وأبي سعيد فقد رأى الحق أي رؤية الحق لا الباطل وهو يرد ما تقدم من كلام من تكلف في تأويل قوله من رآني في المنام فسيراني في اليقظة }
وقال الامام بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله في كتابه عمدة القارئ شرح صحيح البخاري ..
{ معنى لفظ البخاري أن المراد أهل عصره أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه والتشرف بلقائه أو يرى تصديق تلك الرؤيا في الدار الآخرة أو يراه فيها رؤية خاصة في القرب منه والشفاعة }
وقال الامام ابن بطال (أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي) رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري ..
{ وقوله : ( فسيرانى فى اليقظة ) يعنى تصديق تلك الرؤيا فى اليقظة وصحتها وخروجها على الحق ؛ لأنه عليه السلام ستراه يوم القيامة فى اليقظة جميع أمته من رآه فى النوم ، ومن لم يره منهم .}
وقال الامام ابوزكريا النووي رحمه الله ..
{ وان كان سيراني في اليقظة ففيه أقوال أحدها المراد به أهل عصره ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه و سلم في اليقظة عيانا والثاني معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره والثالث يراه في الآخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته }
قال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق
{ هو بالنسبة إلى لإخبار بالغيب يكون بشرى برؤيتهم إياه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة وهو تأويله. وسمى ذلك يقظة لأنها اليقظة الحقيقية}
ومن هنا نستخلص ان تأويل قوله – صلى الله عليه وسلم – ( فسيراني في اليقظة ) يحتمل ..
1- انه خاص بأهل عصره ممن لم يهاجر .
2- انه سيراه يوم القيامة لأنه سيكون في جمع المؤمنين
3- انه سيكون له خصوص مكانه في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامه ..
اما ما حمله بعض الائمه كالإمام السيوطي والامام ابن العربي المالكي , والامام العز بن عبدالسلام , والغزالي , وابن الجوزي , من انه سيراه في اليقظه فقد رد عليهم كثير من الاعلام ايضا ً وسيأتي في ما بعد ردي ان شاء الله تعالى ولكن انقل اقوال الائمه ..
فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن تيميه رحمه الله ,, في رسالة "العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية":
{منهم من يظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الحجرة وكلمه وجعلوا هذا من كراماته ومنهم من
يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه.
وبعضهم كان يحكي أن ابن منده كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأجابه، وآخر من أهل المغرب حصل له مثل ذلك وجعل ذلك من كراماته حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فهل في هؤلاء من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الموت وأجابه وقد تنازع الصحابة في أشياء فهلا سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجابهم، وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثها فهلا سألته فأجابها؟}.
وحكاية ابن منده التي أشار إليها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام ذكرها الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/37-38) في ترجمة أبى عبد الله محمد بن أبى يعقوب إسحاق بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن يحي بن منده وقال الذهبي فيها
هذه حكاية نكتبها للتعجب).وقال في إسنادها
إسنادها منقطع) اهـ.وقال الحافظ ابن كثير ذكر في ترجمة أحمد بن محمد بن محمد أبى الفتح الطوسي الغزالي في "البداية والنهاية" (12/196) أن
}ابن الجوزي أورد أشياء منكرة من كلامه منها أنه - أي أبا الفتح الطوسي - كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب، وأقر ابن كثير ابن الجوزي على عد هذا من منكرات أبى الفتح الطوسي، وابن الجوزي ذكر هذا في كتابه "القصاص والمذكرين" (ص156).}
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/385)
{أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله
وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف)} وقال الامام السخاوي رحمه الله ..
{لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه - صلى الله عليه وسلم -حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه} نقل ذلك القسطلاني في "المواهب اللدنية" (5/295) عن السخاوي.
ومن هنا يتضح ان: من ادعى ان رسول الله يمكن رؤيته في المنام فقد اجتهد واخطأ وان الرأي الصحيح انه يستحيل رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد موته يقظه قال تعالى ((وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))
بل ان شيخ الاسلام ابن تيمه قال انه يتمثل الشيطان بنبي الرحمن في اليقظه فيغوي اهل الضلال , وقال جاز ان يكون في عقل الرجل مس فيظن انه رأى رسول الله .. بل ولأبعد من ذالك فقد اشترط شيخ مؤولي الرؤى .. ابن سيرين ان يراه بصفته فقد قال الامام ابن حجر معلقا ً على الحديث
{قال أبو عبد الله قال بن سيرين إذا رآه في صورته } وروى عنه ايضا ً انه اذا قال له احدهم انه رأى رسول الله كان يقول صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لا يعرفها قال لم تره وسنده صحيح .
فليس كل من رأى الرسول في المنام فقد رأه وكذالك من رأه في اليقظه فلم يره حقا ً وجاز ان يكون التبس عليه او ان الشيطان تمثل له في صورة رسول الله ..
المبحث الثاني .. هل في البخاري حديث شاذ ؟؟
اولا ً ما هو الحديث الشاذ ..
تعريفي الشخصي للحديث الشاذ ..
(( الحديث الشاذ هو ما تفرد به الثقه وخالف به جمهور الثقات ))
وليس كل حديث خالف لفظه لفظ الثقات فهو حديث شاذ بل ان جاز ان يحمل على وجه غير مضاد لمعنى الالفاظ الاخرى فهو غير شاذ هذا امر مهم جدا ً ويجب التنبيه عليه .. ومن الائئمه من قال بعدم اشتراط تعذر الجمع بين اللفظين او المتنين .. كالامام الشافعي ولكن الصحيح والراجح عند جمهور العلماء ان الحديث الشاذ هو الحديث الذي يخالف فيه الثقه جمهور الثقات ويتعذر الجمع بينهم ..
والحديث الصحيح لا يكون بأي حال من الاحوال شاذا ً .. فالشذوذ ينفي عنه الصحه وان كان سنده ثقات ..
الان معنا هذا الحديث
لم يرد في أي موضع لفظ { فسيراني في اليقظة } بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: { فقد رآني } أو { فقد رأى الحق } أو { فكأنما رآني في اليقظة } أو { فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة } بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ { فسيراني في اليقظة }
اولا ً اذا كان الحديث على ما حمله عليه بعض المتصوفه فقد شذ هذا الحديث لأن الفاء تفيد ثبوت الحدوث واذا جزمنا بثبوت الحدوث فهذا منافي لباقي الروايات الصحيحه التي لم تثبت ذالك بل وبعض الروايات قالت فكأنما رأني يقظه او في روايه فقد رأني حقا ً او فقد رأى الحق .. فحمل الحديث على هذا المعنى يجعل من الحديث شاذا ً .. وهو ما لا يمكن حسبانه لأن الصحيح لا يكون شاذا ً ,, وهذا الحديث مروي في اصح الكتب البخاري .. بل وزد على ذالك انه بهذا المعنى يتنافى مع الايه الكريمه
((وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) قال مجاهد: البرزخ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
والايه تثبت الا رجوع الى لمن من مات ..
ومن هنا وجب حمل الحديث على معنا ً مقارب والجمع بينه وبين الاحاديث الصحيحه ولا اصح في الجمع بينهم مما قاله الامام النووي والائمه الاعلام الثقات ..
من ان الامر يحتمل ثلاثة امور
1- رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد الهجره لمن لم يهاجر من اهل عصره
2- رؤيته صلى الله عليه وسلم في جمع المؤمنين يوم القيامه
